بابتسامة نقية قد انفرج فاه من كان يطل على المارة من شرفة المشفى
رياح قد تلاعبت بخصلها الذهبية. ترجو لها النضال في هذا العالم القاسي
تبادر إلى أذنيها صوت دخول شخص ما إلى الغرفة فأسرعت نحوه
تجر المقعد المتحرك بيسر غنى تعودها عليه
- ريني تشان
-لديك سمع حاد حقا
قالتها سوداء الشعر باستغراب خالص,بينما ضحكت الأخرى بغرور
إلا أن الضحكة ما لبثت أن تحولت إلى صراخ هستيري وهي تتذكر
ذكريات غير محببة
أسرعت الممرضة لمحاولة تهدئتها عبثا حتى الحقن لم تنجح
بقي دوي صراخها وأنينها نحو الربع ساعة
إلى أن انقطع فجأة
بابتسامة لم تتناسب مع معالم وجهها المُرْعٍبة
لم يسنح للفتاتان الصراخ أو الأنين
فبضربة من صفيحة حديدية كانت قد اقتلعتها من كرسيها
كانت كفيلة بإخراسهما للأبد
وقفت بصعوبة وهو شيء لم تستطع فعله طوال 19 سنة التي علقت فيها هنا
لم تدر أن ما حل بها كان مسا من جان أم أنه وليد حقدها على البشر
أجل فلطالما مقتت الإنس منذ
طفولتها
نظرات الاشمئزاز و الشفقة التي رمقوها لطفلة في الرابعة
لم يعلموا أنها ستسبب مأساة في الواقع
خرجت من المشفى بخطوات متثاقلة كمن قد أفرط في الشراب
وجه قد لوث بدماء الضحايا
و ابتسامة لم تفارق ثغرها طوال تلك السنين
و لأول مرة كانت ابتسامة رضى و براءة لا ابتسامة تكلف ونفاق
ولجت إلى الغابة
ثم صرخت صرخة عظمى تلاشت
على وقع شلال دماء كان أكبر من أن يكون
لشخص واحد
وبمرور الأيام لم توجد جثتها إنما قد وجد قطيع من الذئاب المقطعة بوحشية
و بقيت أسطورة تناقلتها الأجيال
و لغز تلك الفتاة ظل قائما
أقُتلت على يد الوحوش البرية أم أضحت احدها
أصدمت بماجنته يداها و قتلت نفسها
أم أنها بقيت تجوب
الأحراش و تستحيل إلى إحدى
تلك المخلوقات من الجن