~
قسم من الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك يمتد بين باب المغاربة جنوبا، والمدرسة التنكزية شمالا، طوله نحو 50م, وارتفاعه يقل عن 20م, عرف بهذا الاسم: لان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ربط دابته البراق فيه على الأرجح يوم إسرائه إلى المسجد الأقصى المبارك.
♦♦♦
ويعد جدار المسجد الأقصى المبارك، والذي يمثل جزءا من سور البلدة القديمة، من أقدم معالم الأقصى والمدينة على الإطلاق، أقيم أول مرة في عهد اليبوسيين قبل الميلاد بعشرات القرون، وأعيد ترميمُه وبناؤه مرات عديدة بعضها في العهد الروماني، وبعضها في العهد الإسلامي، وأهمها ترميم سنة 1187م، بعدما حرر صلاح الدين القدس، وآخرها بناء السلطان العثماني سليمان القانوني سنة 1536م.
♦♦♦
اعتبارا من النصف الأول من القرن التاسع عشر، بدأ اليهود يزعمون أن حائط البراق، الذي يحوي في أسفله حجارة عظيمة، هو البناء المتبقي من معبدهم الخرافي, وأطلقوا عليه اسم حائط المبكى (يطلقون عليه الآن اسم الحائط الغربي) حيث يبكون حزنا على هيكلهم المزعوم. وسمح لهم المسلمون بزيارة الحائط من باب التسامح الديني، إلا أنهم جلبوا أدواتهم، وأبواقهم، وحاولوا تحويل المكان إلى ما يشبه الكنيس اليهودي، فثار المسلمون ثورة عارمة عرفت باسم ثورة البراق عام 1929م، واسـتطاعوا أن يؤجـلوا تهويد الحائط لفتـرة من الزّمـان، حتى وقع الاحتلال عام 1967م، فاستولى الصهاينة على الحائط وعلى باب المغاربة المجاور، وأزالوا الآثار الإسلامية لهذا الجزء من جدار الأقصى, ودمروا حارة المغاربة الملاصقة له، وحولوها إلى ساحة للعبادة أسموها "ساحة المبكى".
♦♦♦
ومنذ ذلك الحين، اتخذ الصهاينة الحائط والساحة المقابلة له منطلقا لحفرياتهم حول وتحت المسجد الأقصى المبارك، وبينها نفق الحشمونائيم الذي يبدأ من ساحة البراق باتجاه الشمال حتى باب الغوانمة، ونفق آخر باتجاه الجنوب يصل إلى بلدة سلوان المقدسية، وحفريات وأنفاق يعتقد أنها وصلت إلى ما تحت ساحات المسجد الأقصى مارة تحت جدرانه. كما يسعون حاليا لإزالة طريق باب المغاربة وتركيب جسر جديد في ساحة البراق يوصل للباب، وتوسيع ساحة البراق بضم الجزء الجنوبي من الحائط الغربي والواقع جنوبي باب المغاربة، وذلك في إطار مخطط لإقامة
كنيس في هذه الساحة يتصل عبر نفق بالمسجد الأقصى المبارك.