صرخة فتاة !
أنا لا أوثر العزلة من فراغ
العيد لم يتبقى له بضع ايام و كل عام و الجميع بخير
أنا لست من الفتيات اللواتي يتسوقن في الاسواق ليشترين ملابس العيد
لم اذهب يوماً لاشتري ملابس للعيد ...اعتمد على ما لدي من ملابس
و الحال ماشيُ و الحمد لله و ليست أمي من تصنع بعض حلويات العيد
التي أراها في نظري أحد أسرار بهجة العيد ...كالكعك و المعمول
الشيء الاكثر الذي اشتهيه كل سنة ولا أجده إلا نادراً و نادراً جداً كذلك
فأهلي لا يشترون الجاهز على الاقل ..
أنا لست فتاة تحصل على عيدية كثيرة بالكاد تكمل 50 قطعة نقدية
عيدية بالكاد تشتري سروال فقط ..لم اكن احصل يوماًَ على 100 قطعة
كما كل الفتيات في جيلي ..و أنا لست بفتاة صغيرة فقد صرت في العشرين
أبي ...رجل كان متوسط الحال إلى فقير و الآن فقير بلا تعليق
يذهب في كل عيد لزيارة الأقارب ..هو و أعمامي و جدي و يعطي
العيدية لبنات عماتي و عماتي ...و إلى من يذهب إليها كخالته و عمته
و هذا العيد هذا ما سيفعله كذلك كما كل عيد مضى
أنا فتاة انهيت السنة الثانية من الجامعة ..و ملابسي نفسها ارتديتها طوال تلك الفترة
تقريباً إلا الفصل الأول ....حذائي اهترأ ..حقيبتي تلفت ..ملابسي صارت قديماً و شبه مهترئة
فقد كنت ارتدي الترانشكوت (الجلباب) في كل مشاويري سواء الجامعة و التدريب و المشاوير السريعة
و لم اكن اغيره اطلاقاً فلم اكن املك غيره ..لدي واحد أقدم و لكنه ضيق و قصير ولا يمكنني ارتداءه
هذا عدا عن أنه قديم أقدم من الحالي الذي ارتديه ...
أنا في الجامعة ..و أختي في الجامعة ..و أختي الثانية سوف تدخل جامعة ..و أبي بالكاد يستطيع
توفير المصروف اليومي لي ...أن يعطيني على الأقل أجرة التاكسي..أحياناً لا يكون معه المال
فاضطر لإن آخذ من بعض المال الذي اخبإه لوقت الحاجة ..
لم أدخل هذا الفصل الصيفي في الجامعة إلا من رزق من ربي ...وصلتني منحة قيمتها 100 دينار
و لو ذلك ما استطعت دخول الفصل الصيفي الذي كنت اعتمد عليه لأجل عندما أخذ الفصل الخامس
من الجامعة أتخرج بعد ذلك و أن لا آخذ فصل سادس ..
بينما أختي دخلت الفصل الصيفي و أبي لم يكن دفع لها شيء...إنما هناك رجل من معارف أبي
كفلها ..هو استاذ في الجامعة التي ادرس فيها كذلك =") و دفع قيمة الرسوم المتبقية علي من الـ 121 دينار
100 دينار وصلتني منحة و هو كفلني بالـ 21 دينار التي تبقت..لم يكن الأمر ضرورياً أن يكفلني بها
و كان من الأفضل أن يقوم والدي بدفعها و لكن والدي كالعادة ..لا يملك المال
أخوتي الصغار ..بحاجة إلى الملابس هم كذلك ..فلو أردت أخذهم إلى مشوار ..فلا يوجد لديهم إلا الملابس
المهترئة و القديمة أو الصغيرة عليهم ....ما استطاعت أمي شراء الملابس لهم على الأقل قبل العيد
لإن أبي لا يملك المال
اقترب العيد و أبي بالكاد معه بعض المال ...
قلت لأمي مراراً أنه لا داعي لأن يعطي والدي أقربائنا العيدية..في البداية قالت لي لا ينفع
( في البداية فهمت الأمر خطأ فقد ظنت أنني أقول لها أن لا يذهب والدي لزيارة الأقارب ، ثم أفهمتها قصدي)
فقلت لها لماذا ؟..بالكاد معه المال حتى ينفق علينا ...فلم نرد أمي علي بما يعطيني جواباً مقنعاً
فبعد بضعة أيام ..أمي قالت لأبي ..أنه لا داعي لأن يعطي العيدية لأحد ...أبي قال لا ينفع ..ولا ادري لماذاهما
مصرين على (لا ينفع)...
اليوم عدت من الجامعة ..و حقيبتي كانت قد ازدادت تلفاً ..و حذائي قريباً سوف ينخلع كعبه ..و هو ممزق و مهترء
جلست و قلت لأمي ...ليس هناك داع لإن يذهب والدي و يعطي العيدية
فأمي ردت علي بهجومية و عنفتني ....استغربت !...
فقلت لها ..لمااذا ! ..
قالت لي هذه عادة و نمشي عليها
قلت لها ..ما هذه العادات ..هل من الضروري أن يذهب أبي ليصرف على بنات الناس و هذه العادات تلقي بالمرء إلى جهنم
فعنفتني أكثر و أكثر رافضة كلياً ما اريده ، و لو قلت كلمة واحدة وقتها لقامت و ضربتني بعنف
فتركت أمي ..و جئت الى الغرفة ...و بدأت أبكي ..
نحن بحاجة ماسة إلى المال ...بحاجة إلى بعض الملابس و المصروف
بحاجة إلى قسط الجامعة للفصل القادم الذي لم يتبقى له إلا أيام قليلة
لأني حاولت أن ابدي رأيي تم تعنيفي
قلت لأمي في النهاية ..أنتم أحرار تصرفوا بمالكم كما يحلو لكم و لنرى ما الفائدة من كل هذا !
لدي أخ رضيع بالكاد يتوفر له بعض الحليب..
و ذكرت مسبقاً حاجتنا للمال أنا و كلا أختي لدخول الجامعة
قسماً بالله أنني شعرت بالقهر ..فالبكاد أستطيع تدبر أموري بدون المال الكافي
في كثير من الأمور التي تخص الدراسة ..كنت اشتري الكثير من حاجياتي مما توفر لي من المال
الذي كنت اخبإه لشراء بعض الملابس التي أنا في قمة الحاجة إليها
أليس من المحرج أن أمشي إلى الجامعة بحذاء مهترء ..و حقيبة تالفة كثيراً
حتى آخر سروال اشتريته كان قبل عام و نصف و قد تفسخ من أسفله من كثرة ما ارتديته
=====================
هل أتحدث عن العيد عندنا ؟
العيد ليس العيد ..فلست ارتدي ملابس جديدة كل ملابسي طبعت عليها كلمة قديم جداً
بعض الكعك طوال عمري العشرين عاماً لم يدخل البيت الا مرتين
و أوقاتاً أخي يلم بعض العيد من بيوت عماتي ..في صندوق
لكل واحد تكون له قطعة صغيرة ..أو لا تكفي اصلاً يعني نادراً ما يدخله
هذا الأمر على مستوى مجرد بعض الكعك ..أبسط شيء
عيدتي أنا و أخواتي بالكاد لا تكمل أولا تكمل الـ 50 قطعة (شيكل)
من يزورنا في العيد ...
بعض من أخوالي و ليس جميعهم
و ليس جميعهم يعطينا العيدية ..أنا لا أعتب فبعضهم حاله صعبة
المهم الزيارة و رؤيتهم =)
عماتي ...لا يأتون لزيارتنا ..في الأيام العادية نارداً حينما يصعدون إلى منزلنا
و في العيد لا نراهم اصلا..يأتون لزيارة جدي بعد العيد
أخوالي بالكاد يأتون في صباح اليوم اليوم ولا يأتون كلهم ..
أمي ترفض أخذنا لزيارة بيت جدي بسبب المشاكل و التمييز الكبير
الذي يفعله جدي و جدتي بين أمي و خالتي ...و صراحة معها حق =(
أنا لا انحاز لإحد مهما كان ..و لكن رأيت بالفعل من أفعالهم أنهم يميزون جداً
بين أمي و خالاتي ...
خالاتي و جدتي و جدي ..لا أحد يزورنا عندما تقام عندنا مناسبة
ولا يتصلون مجرد اتصال ..
نجحت أنا في الثانوية ...و لم أرى أي من أقاربي سواء عماتي أو خالاتي و جدتي أم أمي
ليس لأبي أم ..
أمي انجبت أخي نزار..جاءو بالعافية و كرهاً -_-
أختي الاولى نجحت في الثانوية ...و أقامت أختي عزومة صغيرة
للتحلاية ..عزمت عماتي فجاؤوا =)، عزمت خالاتي و جدتي لم يأتي أحد منهم =(
و عماتي جلبو بعض الهدايا لأختي
أمي انجبت أخي شادي ..حتى الآن صار عمره 4 شهور و لم تأت إلا خالة واحدة من خالاتي
و لم يأت أحد من الطرفين بعد ذلك
و قبل أسبوع
أختي الثانية نجحت في الثانوية العامة ..و لم يأت أحد من الطرفين لتهنئتها
مجرد اتصال من خالتي و احد عماتي... =) و لكن عندما ذهبنا إلى عزومة أحد عماتي
الجميع هنىء أختي بنجاحها ..
و غداً يوجد عندنا عزومة لعماتي و من المؤكد أن عماتي سوف يجلبون لها بعض الهدايا
كما أختي الأخرى
أما خلاتي و جدتي ...
خالتي الكبيرة المتزوجة وقتما انجبت امي اخي شادي ..اتصلت على امي
لتسأل عن المولود ...ذكر أم أنثى إلخ
فعندما سمعت أن أمي انجبت ولداً قالت خالتي سوف آتي ليوم
و لم تأت اطلاقاً ..و خالتي تحب الشماتة استغفر الله ..لا تحب أن تنجب أمي اولاد
فلو أن أمي انجبت بنتاً لجاءت لتسخر ..و لكن أمي انجبت ولداً فلم تأت اطلاقاً
هذه خالتي لديها ابنة في عمري تصغرني بشهر ...تزوجت ..و منذ أن تزوجت رفعت أنفها =="...و اغترت بنفسها
استغفر الله العظيم يا ربي =( ..اتمنى فقط أن لا أكون قد اغتبتها ..فهذا فعلاً ما رأيته
و عندما نجحت أختي في الثانوية ..أحد خالاتي اتصلت لتسأل عن أختي
و عندما قلنا لها نجحت ...لم تأتي ولم تعر أي اهتمام
بالله عليكم يا قوم اتقوا النار التي وقودها الناس و الحجارة ..اتقوا الله و تعالوا صلة للأرحام =(
لكن هناك أمراً
ما لحظته ..أن الجميع هنأ كلا أختي بالنجاحات إلا أنا
لم يقل لي أحد كلمة (مبروك ، تهانينا)
كلمة أعز على قلبي من هدية ...
ها انا فصل تبقى لي تقريباً ..و سوف أتخرج من الجامعة ..
لا أدري ولكن لا أشعر أن هناك أحد يحبني ..
..أشعر بالتمييز و الظلم
فأنا مثلي مثل أخواتي ..
عندما نجحت ابن خالتي الكبيرة ...ابنتها الاكبر مني سناً و هي عزباء الى الان رغم أن اختها الأصغر التي في سني تزوجت
جدتي هبت إلى زيارة خالتي و قد حملت الدنانير و الهدايا هي و خلاتي جميعهم و نساء أخوالي
من أجل تهنئتها بمناسبة النجاح بالثانوية
و عندما تزوجت ابنة خالتي التي في سني ...ابنتها الثانية
هبو إليها ...و لم يتركوا هدية ولا تهنئة ولا زيارة إلا ذهبوا إليها فيها
...يسامحكم الله ..ايش بدي اقول
ما اقدر اعتب على حد منكم ...لإنو اذا ما حبوني من القلب ...فتكون زياراتهم
رفع العتب و مش من القلب
و أعود لأتكلم عن العيد
العيد ليس العيد ...فعندما لا يزورنا إلا بعض أخوالنا ...رحل العيد و بهجته
العيد ليس العيد ..و عندما ترفض أمي الذهاب لزيارة بيت جدي ..رحل العيد و بهجته
العيد ليس العيد..عندما لا أجد المقتدرين من أقاربي لا ينظر إلى بعيدية صغيرة ..رحل العيد و بهجته
العيد ليس العيد ..عندما ترفض امي صنع أبسط ما في العيد ألا و هو الكعك أو يتكاسلون أو لا يملكون المال لشراءه..ذهب العيد و بهجته
العيد ليس العيد..عندما تحصل المشاكل العائلية بين أمي و أبي و أعمامي في أول يوم عيد ..رحل العيد و بهجته
العيد ليس العيد...عندما لا أجد ملابس جديدة أو جيدة لارتداءها ...رحل العيد و بهجته
العيد ليس العيد..عندما أقول لإني أمي لا داعي لإن يعطي أبي العيدية لأحد ..لأننا بحاجة لها و تعنفني ..رحل العيد و بهجته
العيد ليس العيد ...عندما يعلن أبي افلاسه ولا يملك بعض المال ليعطينا إياه ..رحل العيد و بهجته
العيد ليس العيد..عندما لا أرى أهلي متجمعين غير متفرقين ...ولا أجد..رحل العيد و بهجته
الله يسامحكم جميعكم
..الله يسامحكم جميعكم..مع ذلك ابتسم
ليس بيدي حيلة ...فكثيراً إذا قمت بالتعبير عن رأيي ألقى ما لقيته من تعنيف
و قد يكون أكثر ...
عادي ..ما حد مهتم إذا كانت لي مشاعر أم لا
عادي..ما حد مهتم إذا تبلدت مشاعري و أنا أحاول أصلح
عادي ...اعتدت على الأمر..كل شيء عادي
و لهذا .
.أنا لا أوثر العزلة من فراغ ..